Rechercher dans ce blog

lundi 8 février 2010

مازونة مركز إشعاع حضاري


مقدمة :
تعد مدينة مازونة من أهم مراكز الإشعاع الحضاري في بلادنا إلى جانب كونها كانت عاصمة بايلك الغرب في الفترة الحديثة ومركز السلطة لقبائل مغراوة في العصر الوسيط وبالتالي فهي تمثل إحدى العواصم التاريخية و الحضارية إلى جانب تيهرت وتلمسان وقلعة بني حماد وبجاية .
ولقد كان الغرض من هذه الدراسة أن تكون ملمة بجوانب تاريخ مدينة مازونة في مختلف العصور مختصرة بأسلوب الأداء يجد فيها القارىء صورة واضحة عن التاريخ السياسي و الحضاري للمدينة ويلقي فيها الباحث المطلع خلاصة حسنة لجوانب الموضوع ولقد حاولت قدر المستطاع أن في الموضوع حقه وأضفت كل ما يقتضيه البحث وعلمت على تنسيق المادة على النحو يجمع بين السياق الموضوعي و التسلسل التاريخي حتى يكون نواة صالحة وعملا مثيرا وليس هو تقييدا للقارىء بما كتبت ولا حرمانا للراغب في المستزيد في البحث بين طيات الأصول القديمة من المصادر وحثا على الرجوع إلى النصوص لتحليلها ونقدها وقراءتها قراءة جيدة سعيا للوصول إلى الحقيقة التاريخية .
ورغم أهمية الموضوع فإنه لو يؤلف عن المدينة كتاب متخصص من قبل القدامى ويعني بمجمل الأمور بل وردت إلينا شذرات متفرقة عنها في كتب التاريخ العام أو كتب التراجم و الفقه وتكاد مكتبتنا تخلو من كتاب متخصص عن تاريخ المدينة وإشعاعها الحضاري إذا ما استثنينا ما تركه السيد لوكيل يوسف المازوني عن مازونة كتابه الموسوم بمازونة عاصمة الظهرة وهو بالفرنسية و الكتاب مفقود أو الدراسة التي قام بها السيد مولاي بلحميسي عن تاريخ مازونة بالفرنسية أيضا .
ولذلك كانت الحاجة ماسة إلى تقديم دراسات حديثة لتبيان ذلك التراث الحضاري و المادة التاريخية المفقودة وإلقاء النبوء عليه بوصفه وجدان الأمة وخريف تجاربها عبر العصور و التي شاركت به الركب الحضاري الإنساني .
إن مما تهدف إليه هذه الدراسة هو تأصيل تاريخ المدينة و المنطقة و التي كانت جذورها الحضارية البسيطة موجودة في الموروث الفكري و الحضاري القديم ثم نمت وتطورت في إطار تفاعل الحضارة الإسلامية .
وأخيرا عرفانا بالجميل أتقدم بالشكر إلى جمعية التراث و الآثار لمدينة مازونة على مساهتها الفعلية في إخراج هذا البحث إلى النور وأشكر السيد لوكيل يوسف على وقوفه بجانبي في تذليل الصعاب التي واجهتني كما أشكر الدكتور غازي جاسم على حرصه الشديد في مداومة استمرارية البحث التاريخي ومن الله نستمد العون و التوفيق .
تاريخ تأسيس المدينة :
مدينة مازونة من المدن التاريخية العريقة الأصيلة ، تعتبر قاعدة تاريخية هامة في قلب جبال الظهرة ، كانت ملتقى لعناصر مختلفة ، وحضارات متعددة ، وصفت منذ القدم بمدينة العلم و الثقافة وسميت أم الأحكام المكنونة ، لقد امتدت بتاريخها إلى جذور الحضارات القديمة فكانت منارة العلم ومنهل الحضارة أراضيها خصبة وغنية فهي ذات أنهار وبساتين خلابة وأسواق عامرة ومساكن جميلة .
ونحن نتعرض لدراسة تاريخ مازونة فإنه من الصعب تحديد تاريخ تأسيس المدينة نظرا لقلة المصادر وعدم اكتمال الوثائق التي تحدد تاريخ تأسيس المدن القديمة ولقد أدى هذا إلى اختلاف بعض الباحثين في ضبط تاريخ تأسيس مدينة مازونة وعليه فإنه ترى بعض النظريات أن المدينة قديمة الأصل تعود إلى الروماني وقد ثبت ذلك بالعثور على آثار وقطع نقدية رومانية بالمنطقة حيث يذكر الرحالة الإسباني " مرمول " ، عندما قام بجولة عبر المغرب العربي خلال القرن السادس عشر ، في كتاباته أن مازونة مدينة قديمة أسسها الرومان مستندا في ذلك على وجود الآثار الرومانية و اللوحات المنقوشة .
ويشير الكاتب اللاتيني " بلان " الذي عاش خلال القرن الأول من العهد المسيحي الأول " الميلادي " إلى وجود قمح الظهرة وإنتاج المنطة للزيت غير أن ابن خلدون عبد الرحمان يذكر أن مازونة أسست على يد عبد الرحمان أبو منديل زعيم مغراوة في القرن الثاني عشر الميلادي ( 565 هـ ) ويشير محمد بن يوسف الزياني أن مازونة دمرت عام 665 هـ ( حوالي ما بين 1264 م- 1249 م ) أي في عهدي الملك المغراوي محمد أو عابد إبنا منديل ، كما أشار الحافظ أبو راس قائلا :
ثم سافرت أو صومي لمازونة مدينة مغراوة بناها منديل بن عبد الرحمان منهم أول القرن السادس " الموافق للقرن 12 م "
وقد كتب " شاو " الرحالة الإنكليزي عن مازونة وذكر أنها أسست من طرف الأهالي باعتبار أن بناياتها تشبه القلعة وهو يعارض مرمول الذي يرجعها إلى العهد الروماني حيث يذكر أنه ينبغي بالضرورة وجود أثار وبنايات تعود إلى هذا العهد ، غير أن الإدريسي يحدد بعض التفاصيل حول المدينة ويذكر أنها كانت موجودة منذ القدم قبل الإسلام بحوالي بضعة قرون .
رغم كل هذه الإختلافات إلا أنها تتفق في مضمونها إلى أن المدينة ذات جذور قديمة ونحن نرجع أن المنطقة كانت معمورة منذ العهد النوميدي بدليل وجود القبائل البربرية بالمنطقة و التي تذكرها المصادر وهي قبيلة مغراوة و التي كان لها تاريخ طويل مع الدويلات التي قامت بالمغرب الإسلامي .

أصل تسمية المدينة :
هناك اختلاف في تحديد حقيقة اسم المدينة ، حيث ورد في كتاب دليل الحيران لمحمد بن يوسف الزياني أن مازونة هي اسم لرئيس قبيلة زناتية تدعى " ماسون " المعروف ب
" رجيس ما سينغ جانيس " وكما يذكر الدكتور مولاي بالحميسي فضلا عن مذكرات السيد لوكيل يوسف المازوني الذي عاش ما بين 1884- 1940 أن مازونة تستنبط اسمها من اسم ملكة كانت تملك كنزا كله نقودا يسمى " موزونة " وفي رواية ثانية أن ملكا يدعى ماتع جاء إلى عين المكان و كانت له بنت اسمها " زونا " و التي نسب إليها منبع الماء " ماء زونا"

موقع المدينة و أهميته الجغرافية
مازونة مدينة جميلة في قلب جبال الظهرة أثارت إعجاب كثير من الرحالة و الجغرافيين القدماء ، حيث يذكر الإدريسي :
" هي على ستة أميال من البحر شرقي حوض فروخ بين أجبل ذات أنهار و مزارع وبساتين و أسواق عامرة و مساكن مؤنقة ، من أحسن البلاد بقعة و أكثرها فواكه و ألبانا و سمنا و عسلا "
و لقد مر بها ابن بطوطة حيث ذكر عنها " فوصلنا .... إلى مدينة تنس ثم إلى مازونة ثم إلى مستغانم ثم إلى تلمسان "
و لقد جاء ذكر مازونة على لسان هنري :
" مازونة مدينة صغيرة .... تقع بين مستغانم و تنس ، كانت مقرا مانعا منذ بداية 1563 م للبايلك الغرب "وهو أيضا مايذكره عنها " دينيزن " حيث يتحدث عن مدن المنطقة الغربية قائلا " و أهم مدنها هي وهران وارزيو ومعسكر وتاقدمت وتلمسان و مستغانم ومازغران وندرومة وتازة وتنس مليانة ومازونة و تقع المدينتان الأخيرتان شرق واد شلف " و يضيف قائلا : " ففي الغرب منها يشكل المجرى الأسفل لنهرالتافنة بروافده وهادا خصبة كما هو عليه الأمر في شرق نهر شلف الذي تروي روافده مناطق أكثر جمالا و أكثر عمرانا .
وجاء في وصف اليعقوبي عن قرى واد شلف بأنه " عليه قرى و عمارة يفيض كما يفيض نيل مصر " وذكر بشأنه أنه " أنه يمر في واد شلف بني واطيل النهر الأعظم منبعهمن بلد راشد في بلد الصحراء و يدخل إلى التل ثم يمر مغربا ويجتمع فيه سائر أودية المغرب الأوسط مثل مينا و غيره إلى أن يصب في البحر الرومي ما بين كليميتوا و مستغانم و تقوم عليه عدة مدن أهمها شلف و مدينة بني واريزن حيث لهم كروم كثيرة و معظمها على نهر شلف .
و هناك وصف دقيق لمدينة مازونة يذكره الرحالة هاينريش فون مالستان الذي زار المغرب فيما بين 1852 – 1857 م توقف عند مازونة و ذكر عنها أشياء كثيرة قائلا :


" أنا راجع من تنس إلى مدينة شلف في شهر ماي كان جميلا للسفر اتجهت إلى مازونة و من ثم إلى مستغانم ثم إلى وهران ، الجبال التي قطعناها من مدينة شلف إلى مازونة ترمز إلى أشهر ثورة وهي ثورة بومعزة عاصمة الظهرة هي مازونة يتراوح عدد سكانها ما بين 2000 إلى 3000 ، هي مدينة عربية ، وصلنا مساء ، هي أول مرة أشاهد مدينة كهذه المدينة ، تأخذ الطابع العربي بدون هندسة معمارية أوروبية قد تغير من شكل بناء المنزل أشكال البناء ففي هذا الحي داخل المدينة بسيط جدا و فقير بالنسبة لحي عربي كمدينة الجزائر ، و دخلنا من بوابة الجنوب التي تقودنا مباشرة إلى الشوارع التي يجلس بها السكان مرتدين البرانس أمام منازلهم التي بها طابق واحد هذا يدل على مستوى معين يعطي مظهرا جميلا و مفرحا لهذه الأخيرة لا يوجد بمازونة إلا أوربى واحد عندما كنت بها هو الملازم " لوكا " رئيس المكتب العربي ، وجاء قول تتاريو أنها مدينة في أعالي حوض شلف واقعة على جبال صغيرة مبنية على أرض ملتوية ، وتعبير رتشارد أيضا مازونة هي بلد جميل جدا له أصالة عربية تجلس على جانبي وادي واريزن الذي يصب في شلف منظر الحدائق لطيف يكتسي طابعا غذائيا موقعها طريف لها مياه عذبة يكمل جمالها في حب الرومان لها ثم الأمازيغ .

الأحداث التاريخية التي مرت بها مازونة

1- الأصول التاريخية الأولى :
إن الأحداث التاريخية التي مرت بها مازونة من الصعب تحديد بدايتها في جذور التاريخ القديم لإنعدام المصادر و الوثائق ، لكن نوجز الأخبار عن المدينة و ما حولها بداية من العهد الإسلامي .
لقد كانت مازونة ضمن المنطقة التي تسيطر عليها قبيلة مغراوة التي استوطنت مناطق شلف و جبال الظهرة إلى البحر و كان رؤساء القبيلة انقادت إليهم زعامة القبيلة وهم أبناء منديل بن عبد الرحمان ، حيث أن مغراوة شلف من ورسيفان و غيرهم ذهب ملك إخوانهم بني خزرون بن خلفون من طرابلس سنة 540 فلحق بهم عبد الصمد بن محمد بن خليفة بن ورا بن سعيد بن خزرون ابن فلغول ، وتزوج منهم وكثر ولده وعرف حافده أبو نواس بن عبد الصمد بن وارجيع بن عبد الصمد بالعبادة و الفضل فتزوج من بنات ماخوخ وولدت له عبد الرحمان ، فكان أجل اخوته بنسبه وخؤولته وسؤدته لمغراوة فكان السادة من بني عبد المؤمن يمرون به في ذهابهم إلى إفريقية وإياهم منها ، فيحسن خدمتهم في مقامهم لديه ، ويتقلبون بالثناء عليه ، فنال صيتا عند الخلفاء و أسلم له بعض السادة منهم ذخيرة وظهرا ، فاكتسب ثروة واستركب من قومه واستكثر من عصابته ، ولما هلك خلفه ابنه منديل وحافظ على ولاء بني عبد المؤمن وحضر معهم غزوة الأراك سنة 591 كما أخضع لهم وانشر يس و المدية ، واجلب على متيجة و لقي بها الثائر يحي بن غانية ، فانهزمت عنه مغراوة وقتل عبد الرحمان سنة 622 هـ وخلفه ابنه العباس وظهرت في أيامه دولة الحفصيين فأخذ بدعوتها منافسة لبني عبد الواد
2- عهد الفاطميين :
في سنة 377 قام أبو بهار بن زيري بن مناد الصنهاجي بالمغرب الأوسط على زيري بن عطية بن عبد الله ابن محمد بن خزر المغراوي مخالفا على ابن أخيه منصور بن بلكين ظهير الشيعة فنقض أمر الشيعة ومال للمرونيين وغلب على تلمسان ووهران و مازونة وتمزغران ومستغانم و البطحاء وتنس و شلف
3- عهد المرابطين :
في سنة 475 هـ/ 1080 / 1081 م دخل يوسف بن تاشفين أمير المرابطين مازونة بجيوشه ثم تنس ووانشريس وشلف



4- عهد الموحدين :
كانت مغراوة التي تشمل مناطق الظهرة على الدعوة المؤمنية حتى وطىء أرضها أبو زكريا الحفصي سنة 632 هـ فبايعته وخالفت بذلك سياسة عبد الواد فأوجدت السبيل عليها ليغمراسن بن زيان و نهض إليها وابتدأ يغمراسن حربه لمغراوة بالتضريب بين منديل فقتل عابد وثابت ابنا منديل أخاهما محمدا سنة 662

5- عهد الدولة الزيانية :
في منتصف رمضان من سنة 686 هـ أخذ أبا سعيد بن الأمير يحي يغمراسن بن زيان مازونة من أيدي مغراوة
وفي يوم الأحد 23 شوال سنة 750 هـ وقد نشأت بينه وبين مغراوة ريح السعايات واستحكمت صبغة العداوة فنهض إلى قتالهم والتقت الطائفتان بواد ارهيو يوم الجمعة 26 من ذي القعدة وحمي الوطيس واحتدم الوغى مليا ، ثم انجلت الكائنة عن هزيمة مغراوة واستئصال محلاتهم وفرارهم إلى رؤوس الجبال وبطون الشعاب وبيعة مازونة للسلطان أبي سعيد بن يحي يغمراسن بن زيان ، وفي سنة 751 هــ اتفق أن وصل من تونس محمد بن عمر الجمي من بني عبد الواد مجتازا على مغراوة فقتلوه غلية بمازونة تعديا لحدود الله وخرقا لحجاب السلم فإهتاجت لذلك حمية السلطانين ، ونهض لحربهم السلطان أبو ثابت بقبيلته وأخلاقهم يوم الإثنين غرة محرم فاتح سنة 752 هـ واستجاش سويدا وبني عامر وأقدم عليهم فلم يثبتوا للقائه وتذمموا بمعقل مطل على تنس فأخذ بمخنقهم فيه دهرا اشتمل على وقائع بين الفريقين كثيرة وحروبا سجالا وغلابا .

6- عهد الأتراك :
وفي سنة 1544 إلى 1551 عين أول باي على مازونة حسن بن خير الدين باشا ثم أبو خديجة بعده ، ثم صواق وقيل أنه مات مسموما ثم بعده السايح المازوني وبقي في الملك إحدى عشر سنة ومات ومنه إلى محمد بن عيسى و هو السادس عشر من باياتها

لأن العدد 05 إلى 15 مجهولون وبعده في سنة 1090 هـ الموافق لـ 1679 تولى السيد الباي شعبان الزناقي إيالة مازونة إلى غاية 1686 م حيث توفي بالجهاد في وهران
وفي سنة 1098 هـ الموافق لـ 1686 م تولى مصطفى بوشلاغم ابن يوسف بن محمد بن إسحاق المسراتي بايا على مازونة و تلمسان فهو أول من جمعت له الإيالة الغربية ، وفي 1701 م نقل مركز البايلك من مازونة إلى معسكر و في سنة 1205 هـ الموافق لـ 1791 م شاركت مازونة مع جيش مستغانم و القلعة و كافة الأعراش ضد الهجومات الإسبانية على وهران وتم تحرير المدينة على يد محمد ابراهيم في شهر صفر من نفس السنة ، وفي سنة 1807 م دخل محمد الركيد بوكابوس ( 1807- 1812 م ) مازونة وسكن بها وكان قد أعلن عصيانه على الدولة التركية وولاءه لسلطان المغرب مولاي سليمان بن عبد الله ( 1792 – 1822 م) غير أنه قتل من طرف أغة عمر فنصب في مكانه على قارة باغلى ( 1812 1817 م ) .
وعندما ظهرت ثورة الدرقاوي التي أسسها الشيخ العربي الدرقاوي أبو حامد ( 1150 – 1239 هـ = 1737 – 1823 م ) الذي ينحدر من سلالة الأدراسة وكان من مشاهير الفقهاء فإن مازونة فتحت أبوابها للثورة عندما انتشرت في ولاية قسنطينة سنة 1805 وفي غرب وهران 1808 – 1809 م حيث كان الدرقاوية يساندون الثوار على الأتراك هنا و هناك وقد وقعت معارك دامية بين الفريقين في كثير من المناسبات ولقد ساعد نفوذها السياسي على انتشارها في رقعة واسعة وكان تمركزها في كثير من المناطق دائما مثارا للإحتكاك بين أتباع الطريقة و الأتراك ، و الدرقاوية لا تزال تعتبر من أهم الطرق الصوفية في المغرب وهي تنقسم إلى عدة فروع :
* فرع زاوية كوز في مدغرة التي يمتد نفوذها في منطقة تافيلالت و أعالي وادي ملوية
* فرع زاوية دورة ويمتد نفوذها في بني سناسن ومنطقة وهران
* فرع قدور بن سليمان المستغانمي الذي كان يسيطر على تل وهران .
* فرع أولاد لكرد بالقرب من تيارت وكان نفوذه يشمل وادي شلف وجبال الونشريس وبسكرة

7- الفترة الإستعمارية :
وفي سنة 1836 مضى الأمير عبد القادر إلى جسر شلف و هناك ظهر لقبيل صبيح أن تعترض طريقه ولكنه قهرها وأرغمها على طلب العفو منه وهكذا وصل إلى جسر شلف وكان اجتيازه خرقا تاما للخطر الذي أصدرته الحكومة الفرنسية .
وفي سنة 1843 م ضمت مازونة للحكم الفرنسي التي دخلتها قوات الجنرال جونتيل
) مع قوات المارشال بيجوالتي كانت تقوم بعمليات توسعية بعين المكان GENTIL (
بداية من مكان يسمى القطايطية موقع واريزان حاليا
وفي سنة 1843 م طلب الأمير من المازونيين أن ينضموا إليه لكنهم رفضوا طلبه فحاول أن يستولي على المدينة لكن هجومه عليها باء من الفشل إلا أنه نجح في إحراق مخزن بوعلوفة ، ولكن بعد ذلك حدث تأييد لثورة الأمير ، وفي سنة 1845 م أحرق جيش الإحتلال أكثر من خمسمائة جزائي وجزائرية داخل مغارة النقمارية أو النكمارية ، حيث وقعت هذه المجزرة في أولاد رياح بغار الفراشيش في ناحية الظهرة جنوب تنس بالقرب من مازونة في شهر يونيو 1845 م و الذي ارتكبها الجلاد العقيد بيليسييه الذي أصبح جنرالا ثم مارشالا ثم حاكما للجزائر فيما بعد خلال الستينات وخلاصتها أنه وقعت معركة كبيرة خلال شهر يناير 1845 بناحية الظهرة شاركت فيه عدة طرق صوفية ، القادرية و الرحمانية و الدرقاوية و الطيبية وعرفت عند الفرنسيين بانتفاضة الطرق الصوفية وقد شاركت معهم قبيلة أولاد رياح التي كانت تقطن جنوب تنس فغزاها بيليسيه وأحرق كل ما فيها مما استدعى فرار القبيلة وهي تحارب إلى ناحية غار الفراشيش اجتمعت به وعددها أكثر من ألف شخص رجالا ونساء و أطفالا مع حيواناتهم وكان هذا يوم 17 يونيو وتم محاصرة الغار من طرف الفرنسيين مع جميع الجهات وطلب من القبيلة الإستسلام أو الموت ، اختناقا بالدخان ولكن كان ردها هو الرصاص ومضى اليوم الأول 17/18 من الشهر دون خروج أحد وأثناء الليل جلب العقيد تعزيزات الجيش وضيق الحصار على الغار وضاعف من إيقاد النار الذي جلب لها أكداس الحطب وأحاط بها الغار وراح يضاعف من عملية إشعال النار و التدخين في مداخل الغار وتواصلت العملية طول الليلة الثانية وأعطى القائد تعليمات باستمرار الخنق ومضاعفته وقبل طلوع النهار بنحو ساعة وقع انفجار مهول في قلب الغار وكان ذلك إشارة باختناق ما يزيد عن الف شخص و كانت هذه المجزرة رهيبة للغاية هزت الجزائريين واثارت ضجة في البرلمان الفرنسي انذاك ويذكر عبدالقادر بن عيسى المستغانمي فى كتابه ان الفنان رسم لوحة زيتية سنة 1845 م لهذه الواقعة ولقب الفنان لوحته ب مغاور الظهرة .
وبين 1841 -1843 نفت فرنسا مجموعة من النسوة الى جزيرة سان مرغريت كانوا كرهائن للانضمام ازواجهن او ابنائهن الى مقاومة الامير عبدالقادر ومن بينهن :
* روبة ام الخليفة ابن دحمان الذى ثار على العدو بعد اعلان الطاعة له
* سيفة زوج احمد بن عدة لنفس الدافع
* عربية زوج الخليفة ابن دحمان لنفس الدافع
* خيرة بنت جلول ام بن هني بوزيان لنفس الدافع
* خيرة بنت هني ابن بوزيان لنفس الدافع
* خيرة امراة من قبيلة صبيح ناحية واريزان
وهي ملفات هؤلاء السجناء في الجزيرة قام بدراستها ياكونو
وفي 1845 شهدت منطقة الظهرة بما فيها مازونة وحوض الشلف انتفاضة زعيم بومعزة المدعو الشريف محمد بن عبد الله وعرفت هذه الإنتفاضة بانتفاضة الظهرة ، استطاع أن يكبد هذا الزعيم خسائر فادحة في صفوف المستعمر ، حيث قامت انتفاضته ضد التعسف والظلم و النقص في الأرزاق وقد أثار بومعزة الرعب في جيش الإحتلال حيث استطاع أن يصد هجومات المقدم ميليت على تحصينات مستغانم لكن طاردته قوات هذا القائد بتعاون مع قوات " سانت أرنو " قاد الأصنام ( شلف حاليا ) والكولونيل " جيري " و الكمندان " برت " قائد تنس أفلت منهم والتحق بدائرة الأمير في المغرب الأقصى حيث أقام فترة من الزمن ثم عاد إلى منطقة الظهرة التي شهدت انتصاراته الأولى وهناك حاول النهوض من جديد لكنه فشل بسبب القمع الوحشي من طرف جيش الإحتلال وقد النتهىبه الأمر أن سلم نفسه في 13 ماي 1847 م للجنرال " سانت أرنو " فسلمه هذا إلى المارشال " بوجو" الذي حمله إلى فرنسا حيث سجن عدة سنوات ، وكانت ثورة بومعزة قد شملت عدة مناطق حيث تنقل هو فيما بين 1841 – 1847 في

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire